مشوار المنتخب الوطني الجزائري في كأس العالم 2014 البرازيل
حكاية جيل كتب تاريخ جديد للمنتخب الوطني الجزائري
في أحدى بطولات كأس العالم ،، والتي كانت في عام 2014 ،، توجه الكثير من الشبان الذين أختارتهم بلدانهم ليحملوا قميص بلادهم ويمثلوها ،، وكانت تلك البطولة في بلاد الكرة ،، فكلكم يا أحفادي تعلمون أن البرازيل هي بلد كرة القدم ،، وكم هو إحساس رائع أن تركل الكرة في بلاد الكرة ،، فجمهورهم ذواق وأجوائهم رائعة ،، ولحسن حظوظنا أن بلادنا كانت ممثل العرب الوحيد في هذا المونديال .
كانت الإقصائيات صعبة جداً وشاقة ،، ولكن الحمد لله فعلها المحاربون ووصلنا للنهائيات ،، أجريت القرعة ووقعنا في أخر المجموعات ،، مجموعة ضمت في جنباتها " بلجيكا - روسيا - كوريا الجنوبية " وصفها الكثيرون بأنها مجموعة فخ ،، وكم كان وصفهم خير دليل ،، فبالفعل نصب المحاربون فخاً لمنافسيهم وأعطوهم دروساً ،، كانت صافرة البداية مع المنتخب البلجيكي ،، وبالرغم من الخسارة الإ أن العالم أجمع تحدث عنها ،، فطريقة الأداء حقاً كانت مثيرة ،، تخيلوا يا أولاد أن منتخبنا أحرز هدف من ركلة جزاء وتقهقر الجميع للخلف تاركين للخصم المساحات ،، تحدثت أغلب الصحف بأن المنتخب الجزائري يعلم العالم طريقة جديدة بالدفاع بعشرة لاعبين .
أنتهت التجربة البلجيكية وبدءت التجربة الكورية ،، وشتان الفارق بين هذا وذاك ،، قام المدرب وكان وقتها بوسني الجنسية وأسمه خاليلوزيتش بإجراء خمس تغيرات دفعة واحدة ،، وتبدل الحال من حال إلي حال ،، أنتفض الأسد ،، صالوا وجالوا ،، أنتصر المحاربون وأحرزوا أربعة أهداف ،، أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من أن نحقق حلم صعب المنال ،، لم يعد أمامنا الإ مواجهة الدب الروسي وأن نخرج بنتيجة إيجابية وكان ما كان ،، تقدم الروس بهدف مباغت الإ أن أجدادكم لم يكلوا ولم يملوا في إرسال الهجمات والكرات ليتصدي له الحارس تارة ويبعدها الدفاع تارة أخري ،، الإ أن جاء دور المحارب سليماني وأرتقى عالياً وأحرز الهدف لتتهادي الكرة في شباك الروس معلنة عن صعود منتخبنا .
بات منتخبنا بهذه النتيجة من بين ست عشر منتخباً نالوا هذا الشرف ،، إصطدمنا بمنتخب عريق ،، منتخب عنيد هو المنتخب الألماني ،، وقتها يا أولادي كان المنتخب الألماني ليس فقط دائم التواجد بمسابقات كأس العالم فقط وإنما دائم التواجد في الأدوار النهائية ،، فهو معتاد على إجتياز هذه الأدوار بسهولة ولا يلقى فيها صعوبة تذكر ،، ولكن ولأننا الجزائر ،، ولأننا بلد المليون شهيد ولا نعرف معنى مستحيل ،، صممنا على قبول النزال ،، وبالفعل كانت المقابلة في ثان أيام رمضان ،، وأنتم تعلمون يا أولاد أن رمضان هو شهر الصوم ،، ويالروعة أجدادكم قرروا خوض المباراة وهم صائمون .
بدءت المباراة وكلاً منا يضع يده ع قلبه فمنا من يتوقع نتيجة خيالية ومنا من ينتظر الخسارة ،، وهناك من توقع فوزاً سهلاً للألمان ،، ومن بيننا من يتمني الفوز للألمان ،، وهناك من كان يحلم ويمنى النفس بفوزنا ،، ولأننا أبناء الصحراء ولا نعرف المستحيل كانت الصاعقة ،، فالمنتخب الجزائري يهاجم ،، يصول ويجول ،، تلك يضيعها سليماني وتلك يضيعها فيغولي ،، الألمان لا يمتلكون الكرة ،، نتلاعب بهم ،، حقاً نبدع .
أنتهى الشوط الأول معلناً التعادل كنتيجة وتفوقنا في الأداء ،، ومع بداية الشوط الثاني أنتفض الألمان في محاولة منهم لإستعادة بريقهم المفقود أمام المحاربين ،، حاولوا مراراً وتكراراً ولكن كان يحمي عريننا أسد أسمه " رايس وهاب مبولحي " يصد يميناً وشمالاً ،، يبعد هذه ويبعد تلك ،، كل هجمات الألمان تضيع هبأ أمام العملاق مبولحي ،، وفي تلك الأوقات كنا نبادلهم الهجمات فكنا نلعب وإياهم الند بالند ،، تألق حارسهم وقام في العديد من الكرات فتارة يقوم بدور مدافع وتارة بدور الليبرو ،، والليبرو هذا يا أولاد يكون أخر مدافع يعمل على تغطية المدافعين ليبعد الكرات ويصلح أخطائهم ،، وتحدث الصحافة عن كون الحارس الألماني مدافع أم حارس مرمى .
أنتهت المباراة وكانت النتيجة تعادل ،، ولأن هذه المباراة تسمي مباراة إقصائية لابد من خروج أحد الفريقين تم التمديد لوقت إضافي ،، لم ينال التعب من أجدادكم ،، فكان طريقهم وهدفهم واضح ،، الإ أنه وشاءت الأقدار أن ياتي الألمان بهدف مباغت أربك حسابتنا بعض الشئ ولكن مازلنا مصرين على إستكمال ما بدئنه ،، حاول أجدادكم ولكن مهاراة ويقظة الحارس أودت بكل هجماتنا إلي خارج المرمى ،، تقدم الجميع للأمام الإ أن الله شاء أن يحرز الألمان هدفاً ثانياً في أخر دقائق المباراة ،، هذا الهدف كان بمثابة رصاصة الرحمة فقد أيقن الجميع أن المباراة في طريقها للألمان الإ أننا أكتسبنا الكثير والكثير جراء تلك المقابلة ،، شعرنا بالحزن ولكن لم نشعر بالعار ،، ولأن الله يعلم يجزى كل إنسان ويكافئه على عمله ،، أراد الله أن ينسينا شيئاً من حزننا ويفرحننا بأولادنا ،، أحرز المحاربون هدفاً شرفياً ،، وعلى الرغم من أن الهدف لا يعنى شئ فهو لا يسمن ولا يغني من جوع الإ أنه بمثابة رصاصة الفرحة وحتي نتذكر هؤلاء الرفاق ،، فبهذا الهدف سيظل سليماني وفيغولي وجابو وغيرهم عالقين في قلوب العرب عامة والجزائر خاصة ،، أتعرفون يا أولاد أن هدف جابو أدخله التاريخ ،، فعبد المؤمن جابو بهدفه في مرمى الألمان أصبح صاحب أخر هدف يسجل في مباراة بكأس العالم في التاريخ في الدقيقة 121 وهو يثبت أننا لا نعرف المستحيل ،، وبالرغم من تأخر تسجيل الهدف الإ أننا حاولنا ولكن الوقت مر وأطلق الحكم صافرته .
تحيا الجزائر و الله شرفتمونا و شرفت كامل الشعب العربي .....................اخوكم من الجزائر الشقيقة
ردحذف:))